ملخص كتاب خرافة ريادة الأعمال لمؤلفه مايكل غيربر
ساهمت ثورة وسائل التواصل في ترسيخ صورة وردية لريادة الأعمال الذي يقف وحيدا في مواجهة كافة التحديات، ليقوم بإنجاح شركة ناشئة وليربح الملايين من خلال إيمانهم بفكرته الخاصة و تنفيذها على أرض الواقع، ولكن ذلك كله كما يراه الكاتب مغالطات خادعة تؤدي بالكثيرين بترك عملهم الروتيني، و أخد قرار البدأ بالمشروع الخاص ليصبحوا رواد أعمال،و الحقيقة أن الأسباب الحقيقية التي تدفع الناس إلى أخد هذا القرار تكون في أغلبها هروب من ضغوط الوظيفة أو العمل الذي يقومون به، و إعتقادهم في لحظة ضعف و مقارنة لأوضاعهم و أوضاع صاحب العمل أو المدير، و الذي تدفعهم لطرح سؤال بين أنفسهم:
لا تنقصني الخبرة و لا الإصرار سأقوم بالإستقالة و العمل على فكرتي ولن أعمل عند الآخرين هذه الأفكار هي ما يطلق عليها الكتاب مفهوم خرافة ريادة الأعمال، لأن الشخص حينما يفكر فيها يعتقد أنه يستطيع القيام بكافة أدوار العمل، بينما في الحقيقة و بنسبة كبيرة فإن غالب من تراودهم هذه الأفكار هم التقنيون الذين يقومون بعمل تنفيذي تقني متخصص، و هم في الغالب يملكون الخبرة الممتازة في مجال عملهم التقني، و لكنهم حين يفكرون بريادة الأعمال يظنون أن باستطاعتهم القيام بمهمات كل من:من الذي يمنعني أن أصبح مثله؟
- رائد الأعمال: و هو الشخص دو الفكر الذي يلتقط الفرص المتحفز للتغيير القادر على الإبتكار، و صاحب سؤال ماذا لو؟
- المدير: و هو الشخصية العملية صاحب الخطط و القدرة على التنبؤ و هو أساس النظام داخل المجموعة.
- التقني: و هو المنفذ و من يقوم بالعمل و يدخل بالتفاصيل و يعيش الحاضر بكل حواسه.
لتوضيح مفهوم نظام التشغيل الجاهز، يعود بنا الكاتب لمفهوم الإمتياز التجاري frenchise و الذي يعود إلى سنة 1952، عندما انبهر "راي كروك" بتجربة الأخوين ماكدونالدز بمطعمهم الصغير للبورجر، حينها أدرك "راي" أن ما يميز ماكدونالدز ليس المنتج بحد ذاته بل آلية العمل الدقيق و المنضم و السريع، و هذا ما دفعه لكي يفعل أي شيء مقابل إقناع الأخوين ببيعه طريقة عملهم، و التي سيقوم راي بإستخدامها أفضل استخدام لكي يطور امبراطوريته الخاصة و الذي سيشتري مطعم ماكدونالدز لاحقا.
هذه الإمبراطورية التي انشأت بعد إدراك راي أن طريقة إنتاج المنتج أهم من المنتج نفسه و أنه قام بشراء المشروع و ليس المنتج و هو ما سيدفعه لخلق المفهوم العبقري الذي أسماه امتياز صيغة العمل، و هو ما يعني أن في أي مشروع بدلا من أن يحصل على حق استخدام الاسم التجاري لعلامة تجارية كبرى فحسب، فإن باستطاعته نقل كامل لتجربة التشغيل و آلية العمل.
و هو ما يضمن الحفاظ على جودة العلامة التجارية حتى لو اختلف مالكوها أو البلد الذي تعمل فيه، و هو ما يضمن أيضا إنتشار العلامة التجارية في العالم، حيث أن صاحب العلامة التجارية الأول لن يكون قادرا على فتح فروع لها في كل العالم بنفسه، و لكن يستطيع إعطاء امتياز صيغة العمل لأي مستثمر يلتزم بشروطه و بذلك يضمن الربح و التوسع، و هذا ما يفسر أن نجاح امتيازات صيغة العمل يصل إلى 95 في المائة على عكس المشاريع المستقلة التي تصل نسبة فشلها إلى 50 في المائة.
يشبه الكتاب مراحل تطور الشركة بمراحل تطور الانسان حيث يبدأ حياته كطفل، فالمشروع الذي يكون في مرحلة الطفولة الحالمة، يرى تصورا ورديا عن سوق العمل و يتعامل مع المحيط من خلال تصوراته الخاصة عن نفسه فقط، فيعتقد أنه مميز و يستحق النجاح، أما المراهقة فتكون بتصور صاحب المشروع أنه الشخص الخارق الذي يستطيع أن يمارس الأدوار جميعها و القيام بكافة المهمات بل يتوقع من فريق العمل في حالة وجوده أن يلبي حاجات المشروع في أي وقت و أي ظرف، دون مراعات قدراتهم و حالاتهم و هو م مايسبب حالة الاحتراق الوظيفي و اليأس و انتكاس المشروع.
أما مرحلة النضج فهي المرحلة الأهم، و التي تتميز بوجود نظرة واعية وتفصيلية عن طبيعة النشاط التجاري للمشروع، و كيف سيصبح و يخطوا جميع الخطوات اللازمة للوصول إلى الصورة التي يريدها رائد الأعمال.
و هنا تجدر الإشارة أن النضوج ليس نتيجة حتمية تتحصل مع مرور الوقت مما يعني أنه قد تبقى بعض الشركات في مرحلة الطفولة أو المراهقة إلى أن تتوقف عن العمل، و على النقيض، قد تولد بعض الشركات و هي ناضجة واعية دون أن تمر بمرحلة الطفولة و المراهقة، و هو تماما ما حصل مع بعض الشركات الكبرى مثل ماكدونالدز و فيد اكسبريس و ذلك لأن مؤسسيها يمتلكون بعد النظر و الخطط الواضحة.
و يلخص الكاتب نصائحه للانتقال بالمشروع لمرحلة النضج بثلاث نصائح:
- انطلاق مهارات الإدارة جنبا إلى جنب مع المهارات الفنية.
- التعامل مع المشروع على أنه سيكون أكبر مشروع و أكثر مشروع متميز منذ اليوم الأول.
- التطبيق العملي للخطط، فالمشاريع تنجح عند الإعتماد على الخطط و النظام و ليس الأشخاص.
هذا السؤال كما يراه الكاتب مثال مهم لطريقة التفكير التقليدية بالتصفيق، حيث أنه يمكن أن نقول للموظف أننا نريد مساعدته أو ببساطة شكرا و سينتهي الحوار، و لكن إذا تم استبدال هذا السؤال بسؤال آخر مثل: هل زرت متجرنا من قبل؟
فالإجابة ستكون نعم أو لا ففي الحالتين يمكن للموظف أن يوسع الحوار مع الزائر من خلال قوله أن لدينا عروضا للزبائن الذين زاروا متجرنا لأول مرة أو أن لدينا عروضا لزبائننا الجدد، ففي كلتا الحالتين يمكن للموظف أن يكسب الحوار و يحضى بإهتمام الزبون و يمكنه فتح حوار شيق معه، سيقود غالبا لعملية الشراء و هو نجاح للشركة.
هذا المثال جزء بسيط لاستراتيجيات التسويق الناجحة التي يمكن أن تتبناها الشركات و التي تقوم بالأساس على تلبية حاجات الزبون، و في حالة عدم وجود حاجة لدى الزبون فإن مهمة الشركات تصبح في خلق الشعور بالحاجة لدى الزبون ثم تلبيتها، ففي كثير من حالات التسويق الحديث تجتهد الشركات في إشعار الزبون أنه في حاجة لذلك المنتج أو تلك الخدمة ، بمخاطبة عقله الباطن لكسب معركة الإقناع و تستخدم فيها علم النفس المشتري و كيف تتولد لديه رغبة الشراء مع ما أسماها الكاتب بالأنظمة المعلوماتية للتسويق. و التي تحلل البيانات لزبائن و توضح رغباتهم و ميولهم.
أتمنى أن يروق لكم هذا التلخيص و أن تكونوا قد استفدتم منه.