- عنوان الكتاب: التفكير الاستراتيجي - التخطيط والسيناريو - PDF
- تأليف: د. فضيلة سلمان داود - د. محمد ثابت فرعون - د. طالب لفتة
- الناشر: كتبنا للنشر
حول كتاب التفكير الاستراتيجي - التخطيط والسيناريو - :
لا يمكن للمنظمات وخصوصاً في الألفية الثالثة
أن تغفل التحولات العنيفة التي تعتري العالم إذ وصلت هذه التحولات إلى درجة غير مسبوقة
في إطار بيئة يميزها إحساس متفاقم باختزال الزمن وانكماش العالم وتغير كل المقاييس
بشكل يتحدى أخصب الخيال ففي ظل العولمة، وسيادة قوة كونية كبرى تتحدى العالم كله وتكيل
بأكثر من معيار يصبح من الصعب التنبؤ بدقة مقدماً بما يمكن أن يكون عليه المستقبل،
فضلاً عن التطورات المتواصلة في شتى ميادين العلوم والتكنولوجيا والتي تمثل مصدراً
لمفاجآت متجددة. ومما يفاقم الحدث هو الإعلام المعاصر وقدرته على خلق عوامل ظاهرية
لا وجود لها في الواقع الموضوعي مما يؤدي إلى تعقيد صورة الحاضر فما بالك بالمستقبل
. مما تقدم يتحتم على حكومات الدول وإدارات المنظمات إعتماد أساليب متقدمة تمكنها من
مسايرة الواقع الصعب والاستعداد للمستقبل الأصعب.
وهنا يبرز مدخل السيناريو الإستراتيجي بوصفه
مدخلاً فكرياً وتطبيقياً معاصراً يسهم في تحقيق الموائمة بين إمكانات المنظمة وواقعها
ومستقبلها. السيناريوهات بحد ذاتها لا تصنع القرارات وهي بذلك لا تمثل بديلاً عن الإدارة
في المنظمات أو حتى في المشاريع, إلّا أنها تساعد على خلق رؤية مشتركة وتمكن الإدارة
العليا من تفسير وفهم المعاني الإستراتيجية والمضامين المحتملة والكامنة بالنسبة لقرارات
المنظمة. كما تجدر الإشارة إلى أنه ليس من المناسب دائماً استخدام السيناريو لتطوير
الإستراتيجية، لإن استخدام السيناريوهات في المنظمات غير المستعدة للمستقبل سيكون عملية
ذات نتائج قليلة المنفعة على صعيد التغيير في التفكير الإستراتيجي. ويمثل مدخل السيناريو
الاستراتيجي (موضوع هذا الكتاب) أسلوباً ناجعاً لمساعدة إدارات المنظمات في رسم المسارات
الأقرب للواقع الملموس فيما يخص خيارات المستقبل وطرائق التعامل معها. لقد حاول المؤلفان
الإحاطة بموضوع السيناريو الاستراتيجي (تخطيطاً، بناءاً وتنفيذاً) من جميع جوانبه ليشمل
مدار الاهتمام النظرية والتطبيق مع إعطاء الأخير تفصيل أكثر لكون موضوع السيناريو الاستراتيجي
يعد من المواضيع القابلة للتطبيق في الواقع العملي، هذا من جانب ومن جانب آخر سيجد
القارئ الكريم ضمن فصول الكتاب أمثلة تطبيقية عديدة مثلت تجارب الدول والمنظمات الكبرى
وكيف أنها قد وظفت أسلوب السيناريو لتحقيق مصالحها. لذا جاء هذا المؤلف في أربعة أبواب
رئيسة تطرق الباب الأول: إلى الإطار الفلسفي للسيناريو الإستراتيجي وتضمن فلسفة السيناريو
الإستراتيجي وعرض التأريخي له كما ضم في طياته نظرة تحليلية عن مفاهيم السيناريو الإستراتيجي
وكان كل موضوع تحت فصل خاص به. أما الباب الثاني: فقد اهتم بتخطيط السيناريو الإستراتيجي
وشمل الفكر المفاهيمي لتخطيط السيناريو كما جرى التطرق إلى عملية تخطيط السيناريو:
المزايا والعوامل المؤثرة، وركز أيضاً على مداخل تخطيط السيناريو الإستراتيجي. وركز
الباب الثالث: على آليات بناء السيناريو الإستراتيجي إذ تناول كيفية بناء السيناريو
الإستراتيجي، والعلاقة بين الإستراتيجية وبناء السيناريو الاستراتيجي، ثم تطرق إلى
التفكير الإستراتيجي والسيناريو الإستراتيجي موضحاً علاقة البناء فيما بينهما. وكرس
الباب الرابع: لتوضيح كيفية تنفيذ السيناريو الإستراتيجي فضم بين طياته فصلاً حول تنفيذ
السيناريو وإدارة محفظة المشروع كما تناول تنفيذ السيناريو في المنظمات غير الربحية،
كما عرض دراسة حالة عن تنفيذ السيناريو، كما حرص المؤلفان على تضمين الكتاب أدلة استرشادية
للمهتمين بممارسات السيناريو الإستراتيجي.