مصطلح الميتافيزيقيا :
الميتافيزيقا هي مصطلح فلسفي يُستخدم للإشارة
إلى دراسة ما وراء الفيزياء، أو ما يكمن خلف الظواهر الطبيعية والعلمية. هذا المصطلح
يشمل مجموعة واسعة من المفاهيم والأفكار التي تتناول مسائل فلسفية عميقة تتعلق بالوجود،
والحقيقة، والواقع، والمعرفة، والعلاقة بين العقل والواقع المادي.
من منظور فلسفي، الميتافيزيقا تسعى إلى تسليط
الضوء على الأسئلة الأساسية التي قد تكون وراء العلوم الطبيعية. وهي تسعى لفهم مفهوم
الوجود والحقيقة بأبعاد أعمق من تلك التي تتناولها العلوم الطبيعية.
قد تشمل مجالات الميتافيزيقا مسائل مثل:
الوجود: ما هو الوجود؟ وما هو السبب وراء وجود
الأشياء؟
الحقيقة: ما هي الحقيقة؟ وهل يمكننا معرفة الحقيقة
النهائية؟
الواقع: هل العالم الذي نراه ونشعر به هو الواقع
الحقيقي، أم أن هناك وجوهًا أخرى للواقع؟
العلاقة بين العقل والواقع: كيف يمكن للعقل البشري
أن يفهم العالم المادي؟ وهل هناك قيود لمدى تفاهمنا للواقع؟
المعرفة: ما هو طبيعة المعرفة؟ وكيف نستطيع أن
نكون متأكدين من معرفتنا؟
يشير
مصطلح المیتافیزیقا بصورة تقنية إلى مشكلة موجودة في كل فلسفة: تلك المتعلقة .بمعرفة
نهائية للأشیاء، إمكانيتها، الكيفية التي نتصورها بها، آثارها على معرفتنا، على تاريخنا
وعلى حياتنا.
ينبثق هذا المصطلح أولا، بكيفية موحية، ليدل على بعض كتب أرسطو حول أعم مبادئ الوجود: نعتبر أن هذه الأخيرة وكأنها جاءت بعد أو ما وراء (ميتا ) الطبيعة ( فيزيقا ) أو علم الطبيعة، وبالخصوص باعتبارها في ذاتما لاشيء آخر أعلى منها أو فوقها. من تم، فإنها تعني الهدف النهائي للمعرفة الممكنة للذهن البشري كما هو. لکن هل هي ممكنة حقا؟ هذه المسألة ستعرف أزمة وحلا لها مع كانط الذي احتج على هذه الإمكانية تماما مع احتفاظه بما في الإنسان، كل "حيوان ميتافيزيقي"، من استعداد لا يقهر وماهية أخلاقية عليه أن يرتبط بها. مع هذا، في القرن العشرين، ستعرف هذه المواقف تشددا وتصلبا. تطالب مقدمة إلى المیتافیزیقا ( برغسون ، 1903 ) محددا بحقيقتها، تحت مسمی تحربة الديمومة. لكنها ستثير النقد الجذري للإمبريقية الذي يستند إلى المنطق للتمييز بين معارف موسسة وأخرى ليست كذلك ( كما في إعلان حلقة فيينا، والفلسفة المسماة للسبب نفسه تحليلية ). أخيرا ستصادف مدخلا إلى الميتافيزيقا ( هيدغر، 1935 ) من نوع آخر: ينظر إلى الميتافيزيقا تاريخ جهل بما يجب أن يظل سؤالا ( ذلك الخاص بالكينونة ) دون أن يتحول أبدا إلى معرفة، مع التعرض لخطر في الحالة المعاكسة برد كل شيء إلى موضوع يمكن التلاعب به وممكن هدمه. إن المشهد الفلسفي إذن ممزق جراء مسألة المیتافيزیقا. مع ذلك لا يمکن أن نفر منها؛ وکل خيار نتبناه ينبغي أن يأخذ بالحسبان المشكلات المطروحة من قبل الآخرين: من الإمكانية المنطقية للميتافيزيقا، من نتائجها التاريخية، لکن أيضا مما يبدو أنها ترتكز عليه، في بعض الإختبارات النهائية للوجود.